نعي ومواساة
يقول الله سبحانه وتعالى في مُحكم تنزيله: "وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ".
ببالغ الحزن والأسى وقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، ينعى مدير جامعة الخرطوم، ووكيل الجامعة، وأمين الشؤون العلمية، وعميد شؤون الطلاب، وعميد كلية القانون، وأعضاء هيئة التدريس، وطلاب الكلية وعمالها، العالم الجليل بروفيسور خليفة بابكر الحسن الأُستاذ بقسم الشريعة الإسلامية الذي وافاه الأجل المحتوم يوم السبت الأول من نوفمبر ٢٠٢٥م الموافق ١٠ جمادى الأول ١٤٤٧هـ بمدينة عجمان بدولة الإمارات العربية المتحدة.
عمل الفقيد أستاذاً بقسم الشريعة لأعوام عديدة وكان من بين مؤسسي القسم وداعميه. وهاجر بعدها لخارج السودان؛ حيث تولى عمادة كلية الإمام مالك للشريعة والقانون بدبي، وتقلد رئاسة قسم الشريعة بكلية الشريعة والقانون بجامعة الإمارات، واختير خبيراً ورئيساً للجنة القواعد الأُصولية بمعلمة زايد للقواعد الفقهية والأُصولية، وخبيراً بجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة التعاون الإسلاميي، وعضواً بلجنة إعداد قانون الأحوال الشخصية بدولة الإمارات. وللفقيد العالم العديد من المؤلفات المنشورة
في مجالات علم أُصول الفقه، ومقاصد الشريعة الإسلامية، والأدلة المختلف فيها، ودلالات الألفاظ، وأُصول المذهب المالكي، والعديد من الإسهامات الثرة في مجال الأدب والنثر. وبعد عودته للبلاد، التحق الفقيد العالم أُستاذاً بقسم الشريعة الإسلامية، وتولى رئاسته لاحقاً، وشارك بفاعلية في التدريس على مستوى البكالريوس والدراسات العليا والإشراف على الرسائل العلمية، وذلك فضلاً عن إسهامه المقدر في تطوير القسم واستقطاب الدعم له؛ حيث كان له الفضل في إحياء وقف شروني المخصص لقسم الشريعة الإسلامية بالتنسيق مع هيئة الأوقاف بولاية الخرطوم. وكان الفقيد أيضاً من بين مؤسسي وداعمي صندوق بروفيسور الضرير الخيري لدعم طلاب الكلية وعمالها. وأمتد عطاء الفقيد بالرأي السديد الراجح في العديد من المنابر واللجان التي شارك فيها، من أبرزها، مجمع الفقه الإسلامي الذي اختير عضواً فيه، وهيئة الرقابة الشرعية بمصرف فيصل الإسلامي، التي عُين رئيساً لها، ولجنة الدراسات القانونية والشرعية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
نبتهل إلى المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد العزيز بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته مع النبيين والمرسلين والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ، و ندعوه سبحانه وتعالى أن يجعل ما قدمه الفقيد من علمٍ نافع لطلابه الكُثر صدقة جارية في ميزان حسناته ، خالص التعازي لأُسرته الكريمة، ولأشقائه، و أهله، ولكل عارفي فضله الكُثر، إنا لله و إنا إليه راجعون.
إدارة الإعلام والعلاقات العامة
جامعة الخرطوم
